Minggu, 11 Maret 2012

المدارس والمعاهد العلمية

بِسْــــــــــــــــمِ اﷲِالرَّحْمَنِ اارَّحِيم

المدارس والمعاهد العلمية

لم يكن المسجد في الماضي مكان عبادة فقط؛ بل كان مدرسة يتعلم فيها المسلمون القراءة والكتابة والقرآن وعلوم الشريعة، واللغة والعلوم المختلفة. ثم أقيم الكتاب بجانب المسجد، وخصص لتعليم القراءة والكتابة والقرآن، وشيء من علوم العربية.
كان الكتاب يشبه المدرسة الابتدائية في عصرنا الحاضر، وكان من الكثرة بحيث كان هناك نحو ثلاثمئة كتاب في المدينة الواحدة. وكان الكتاب الواحد يضم - أحيانا - مئات أو آلافا من الطلاب.
ثم قامت المدرسة بجانب الكتاب والمسجد، وكانت الدراسة فيها تشبه الدراسة الثانوية والعالية في عصرنا الحاضر، وكان التعليم فيها مجانا. ولم يكن التعليم فيها خاصا بطائفة من الناس، بل كان يجلس المدارس ابن الفقير بجانب ابن الغني، وابن التاجر بجانب ابن الصانع والمزارع. وكانت الدراسة فيها قسمين: قسما داخليا للغرباء أو الذين لا تساعدهم أحوالهم المادية، على أن يعيشوا على نفقات آبائهم، وقسما خارجيا لمن يريد أن يرجع في المساء إلى بيت أهله. وكان الطعام يقدم مجانا للطالب في القسم الداخلي، وفيه يعبد الله، ويطالع، وينام. وبذلك كانت كل مدرسة تحتوي على مسجد، وقاعات للدراسة، وغرف لنوم الطلاب، ومكتبة، ومطبخ وحمام. وكانت بعض المدارس تحتوي - فوق ذلك - على ملاعب للرياضة البدنية في الهواء الطلق.
وأفضل مثال لهذه المدارس الجامع الأزهر، فهو مسجد تقام فيه حلقات للدراسة، تحيط به من جهاته المتعددة غرف لسكن الطلاب تسمى بالأروقة، يسكنها طلاب كل بلد بجانب واحد، فهناك رواق للشاميين، ورواق للمغاربة، ورواق للأتراك، ورواق للسودانيين، وهكذا. ولا يزال طلاب الأزهر حتى اليوم، يأخذون رواتب شهرية مع دراستهم المجانية من ربح الأوقاف، التي أوقفت على طلاب العلم بالأزهر.
كان رؤساء المدارس من خيرة العلماء وأكثرهم شهرة. ولم يكن المدرسون في صدر الإسلام يأخذون أجرا على عملهم. وبعد أن اتسعت الحضارة، وبنيت المدارس، وأوقف لها الأوقاف، جعل للمدرسين فيها رواتب شهرية، تختلف كثرة وقلة بحسب البلاد والمدارس والأوقاف، ولكنها على كل حال كانت كافية، ليعيش المدرس حياة طيبة. ولم يكن يجلس للتدريس إلا من شهد له الشيوخ بالكفاءة. وقد كان النظام في عصر الإسلام الأول، أن يسمح الشيخ للتلميذ بالانفصال عن حلقة، وإنشاء حلقة خاصة، أو أن يعهد برئاسة الحلقة إليه بعد وفاته.
وكانت المدارس أنواعا؛ فمنها مدارس لتدريس القرآن الكريم وتفسيره وحفظه وقراءته، ومنها مدارس للحديث خاصة، ومنها - وهي أكثرها - مدارس للفقه، فقد كان لكل مذهب فقهي مدارس خاصة به، ومنها مدارس للطب، ومنها مدارس للأيتام. ويذكر النعيمي في كتابه (الدارس في تاريخ المدارس) - وهو من علماء القرن العاشر الهجري - أسماء مدارس دمشق، وفيها وحدها سبع مدارس للقرآن الكريم، وللحديث ست عشرة مدرسة، وللقرآن والحديث معا ثلاث مدارس، وللفقه الشافعي ثلاث وستون مدرسة، وللفقه الحنفي اثنتان وخمسون مدرسة، وللفقه المالكي أربع مدارس، وللفقه الحنبلي إحدى عشرة مدرسة، هذا غير مدارس الطب وغيره من العلوم.

0 komentar:

Posting Komentar